سورة مريم - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (مريم)


        


{ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (36) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39) إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها وَإِلَيْنا يُرْجَعُونَ (40)} [مريم: 19/ 34- 40].
المعنى: قل يا محمد لمعاصريك من أهل الكتاب: ذلك الذي هذه قصته المتصف بالأوصاف المذكورة في الآيات السابقة، هو عيسى ابن مريم، والكلام فيه هو القول الحق والوصف الصادق الذي لا شك فيه، وبه تتبين حقيقة عيسى عليه السلام، فهو بشر، لا إله، ولا ابن الإله، ولا ثالث ثلاثة، كما جاء في آية أخرى: {يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء: 4/ 171].
ولا يصح ولا يستقيم عقلا وفعلا أن يكون لله ولد، لأنه إله، لا حاجة له للولد، وهو حي أبدا لا يموت، تنزه وتقدس الله عن مقالتهم هذه، وعن كل نقص من اتخاذ الولد وغيره، إنه إذا أراد شيئا أوجده فورا، فإنه يأمر به، فيصير كما يشاء، بقوله: (كن) فيكون. فمن كان بصفة الألوهية الخالق المبدع، كيف يتوهم أن يكون له ولد؟ لأن ذلك من أمارات النقص والحاجة.
ولقد أمر عيسى عليه السلام أتباعه وقومه وهو في المهد بقوله: إن الله ربي وربّكم، فاعبدوه وحده لا شريك له، وهذا الذي جئتكم به عن الله هو الطريق القويم، الذي لا اعوجاج فيه، ولا يضل سالكه، من اتبعه رشد وهدي، ومن خالفه ضل وغوى.
ثم أخبر الله تعالى نبيه محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم عما آل إليه أمر عيسى عليه السلام، وهو أن بني إسرائيل اختلفوا أحزابا، أي فرقا، في عيسى، بعد بيان أمره وإيضاح حاله، وأنه عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه. فويل، أي هلاك وعذاب شديد للذين كفروا بحقيقة عيسى، من مشهد يوم عظيم، هو مشهد يوم القيامة، حيث يجتمع الناس فيه، فيهلك الكافر الظالم، وينجو المؤمن العادل في نظرته وعقيدته.
وفي مشهد القيامة، ما أقوى سمع الكفار وأشد بصرهم، يوم يأتون إلى ربهم للحساب والجزاء، ويرون ما يصنع بهم من العذاب، فإن إعراضهم يومئذ يزول، ويقلبون على الحقيقة، حيث لا ينفعهم الإقبال عليها، وهم في الدنيا صم عمي، إذ لا ينفعهم النظر مع إعراضهم، ولكنّ هؤلاء الظالمين الكافرين يعرفون الحق في الآخرة، أما في الدنيا فهم في ضلال مبين، أي في متاهة واضحة وجهل مسلك بيّن في نفسه، وإن لم يتبين لهم.
ثم أمر الله نبيه بإنذار الكفار لهدايتهم وتحقيق مصلحتهم، ومفاد الإنذار: أنذر أيها الرسول الخلائق من المشركين وغيرهم، يوم الحسرة، أي التحسر فيه، فالمسيء يتحسر على إساءته، والمحسن على عدم استكثاره من الخير، حين يقضى الأمر، أي يفرغ من الحساب، وتطوى الصحف، ويفصل بين أهل الجنة وأهل النار، فيصير الأولون إلى الجنة، والآخرون إلى النار، ولكنهم الآن في الدنيا غافلون عما أنذروا به من أهوال يوم الحسرة والندامة، وغافلون عما يعمل بهم في ذلك اليوم، وعما يلاقونه من أهوال، وهم لا يصدّقون بالقيامة والحساب والجزاء. وعند ذلك تصيب أهل النار حسرة لا حسرة مثلها، فيكون يوم الحسرة: هو يوم القيامة، ويكون الكفار من أول أمرهم في سخط الله وأمارته. وأعلمهم أيها الرسول بأن الله يرث الأرض ومن عليها، فلا يبقى بها أحد من أهلها، يرث الأموات ما خلّفوه من الديار والمتاع، ثم إلى الله يردون يوم القيامة، فيجازي كل واحد بعمله، المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
وإذا أدرك الناس أن سلطان الحساب والجزاء ينفرد به الله تعالى، وجب عليهم أن يعملوا في الدنيا بما وجههم إليه في القرآن الكريم، ولا يبقى هناك في الآخرة أمل لأحد في الإنقاذ والنجاة من غير طريق الله تعالى.
قصة إبراهيم عليه السلام مع أبيه:
الصراع بين الأنبياء والرسل وبين أقوامهم من أجل إبطال عبادة الشرك والوثنية قديم من عهد نوح عليه السلام، وكان للرسل مواقف متعددة وأساليب مختلفة في الدعوة لتوحيد الله تعالى، والتخلص من عبادة الأصنام والأوثان لأنها عبادة باطلة لا تتفق مع الكرامة الإنسانية، ولا مع مقتضيات العقل والفكر السديد. وكان لإبراهيم أبي الأنبياء موقفان مشهوران في هذا الصدد: موقف مع قومه حيث دمر لهم الأصنام، وموقف مع أبيه حيث ناقشه بالحسنى، والسبب في تنبيه القرآن لهذين الموقفين أن إبراهيم أبو العرب، وكانوا معترفين بملته ودينه، فوّجه القرآن قريشا ومن على شاكلتهم إلى منهج إبراهيم في دعوته للتوحيد، من خلال حجاجه مع أبيه آزر، كما توضح الآيات التالية:


{وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (41) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (42) يا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ ما لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِراطاً سَوِيًّا (43) يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا (44) يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ مِنَ الرَّحْمنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطانِ وَلِيًّا (45) قالَ أَراغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يا إِبْراهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46)} [مريم: 19/ 41- 46].
هذه هي القصة الثالثة في سورة مريم بعد قصة زكريا ويحيى، وعيسى ومريم عليهم السلام، وهي قصة إبراهيم في جداله العقلي مع أبيه الوثني، ذكرت القصة لأهداف كثيرة، تفيد في تأييد دعوة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قومه في مكة لتوحيد الله، ونبذ عبادة الأصنام.
وفاتحة القصة: واذكر يا محمد الرسول إبراهيم الصدّيق النبي، خليل الرحمن، وأب الأنبياء، فإنه امتاز بقوته في الحق وتصديقه بآيات الله وصدقه في دعوته ورسالته. اذكره واتل خبره في القرآن في موقفه العظيم حين قال بلطف وعقل، وتقديم برهان مفحم لأبيه آزر: يا أبي، وإن كنت ابنك وأصغر سنا منك، قد بلغني من العلم القاطع والدليل الساطع من الله تعالى ما لم يبلغك، ولم تطلع عليه، فاتبعني في دعوتي لتوحيد الله رب العالمين، وترك الشرك والوثنية، أرشدك طريقا سويا مستقيما، موصلا لنيل المطلوب، منجيا من كل مكروه.
يا أبي العزيز، لا تطع الشيطان في عبادتك الأصنام، فإنه داع لعبادتها، وهو كثير العصيان لربه، مخالف أمره، مستكبر عن عبادته، حين ترك أمر الله في السجود لأبينا آدم عليه السلام، وقد لعنه الله وطرده من رحمته، وأبقاه لفتنة الناس، ليعرف المجاهد المؤمن المتخلص من وساوسه، والمنقاد لأباطيله.
يا أبي، إن أخشى أن يصيبك عذاب من الله على شركك وعصيانك لما أطلبه منك، فتكون بذلك مواليا للشيطان، وقرينا معه في النار، بسبب موالاته، وهذا تحذير شديد من الابن لأبيه من سوء العاقبة والمصير، وإنذار بالشر، حيث يتبع وساوس الشيطان وإغراءاته، ولا يكون له مولى ولا ناصر إلا إبليس، مع أنه لا سلطان له على شيء، ولا يستطيع حماية نفسه ولا غيره من عذاب الله، فيكون اتباع الشيطان مجلبة للضلال، وموقعا في العذاب، كما جاء في آية أخرى: {تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (63)} [النحل: 16/ 63].
وعلى الرغم من هذا الأدب الجم وإيراد البراهين الدالة على بطلان عبادة الأوثان في نقاش إبراهيم لأبيه، أجاب الأب ابنه جوابا حادّا متسما بالإصرار والعناد، ومهددا بالقتل، فقال له: أمعرض أنت عن آلهتي الأصنام إلى غيرها يا إبراهيم، فإنك إن لم تنته عن ذلك الموقف وعن السب والشتم والتعييب، لأرجمنك بالحجارة أو لأشتمنك، وفارقني زمنا طويلا أو مدة من الدهر، روي أن آزر كان ينحت الأصنام وينجزها بيده ويبيعها ويحض عليها، فأقر ابنه إبراهيم أولا على رغبته عنها، ثم أخذ يتوعده.
لقد قابل الأب ابنه بالعنف، فلم يقل: يا بني، كما قال إبراهيم: يا أبت، وقابل وعظه الرقيق وبرهانه المقنع بالتهديد والوعيد بالقتل، أو الضرب بالحجارة، وفي ذلك إيناس للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم عما يلقاه من أذى قومه، وغلظة عمه أبي لهب، وعنجهية أبي جهل فرعون هذه الأمة.
وهذا الموقف الإيجابي من إبراهيم والسلبي من أبيه: له فائدته الكبرى في حساب التاريخ، ولا سيما في عصرنا حيث تخلص أغلب البشر من رجس الوثنية والشرك، وظهر الحق، وبطل الباطل.
اعتزال إبراهيم عليه السلام قومه:
لما يئس إبراهيم الخليل من استجابة أبيه آزر لدعوة التوحيد وترك عبادة الأصنام، وعد أباه بالاستغفار له بناء على موعد سابق بالإيمان، واعتزل قومه، فوهب الله له ولدين نبيين إسحاق ويعقوب، رحمة من الله وفضلا، واستمر في هداية آخرين، لأن الرسول النبي لا يتوقف عن دعوته والقيام بواجبه، وهذا ما دونته الآيات الآتية:


{قالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلاَّ أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلاًّ جَعَلْنا نَبِيًّا (49) وَوَهَبْنا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنا وَجَعَلْنا لَهُمْ لِسانَ صِدْقٍ عَلِيًّا (50)} [مريم: 19/ 47- 50].
بعد أن هدد آزر ابنه إبراهيم عليه السلام بالرجم بالحجارة، وطلب هجره والبعد عنه، قال إبراهيم قولا لطيفا لينا: سلام عليك سلام مسالمة ومفارقة أو وداع وترك، لا سلام تحية، فلا ينالك مني مكروه ولا أذى، لحرمة الأبوة، سأدعو الله تعالى في أن يهديك، فيغفر لك بإيمانك، إن ربي متلطف بي، يكرمني، ويجيبني إذا دعوته، وإنما استغفر له إما قبل أن يوحى إليه أن الله لا يغفر لكافر، وإما لوعد سابق من الوالد أن يؤمن، كما جاء في قوله تعالى: {وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 9/ 114].
وتبين له أنه عدو لله إما بموته على الكفر، كما روي، وإما بأن أوحى الله إليه الختم على قلبه.
وقول إبراهيم عن ربه: {إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا} شكر من إبراهيم عليه السلام لنعم الله تعالى عليه.
ثم قرر إبراهيم عليه السلام الهجرة إلى بلاد الشام، وأعلن أنه يعتزل قومه ويبتعد عنهم، ويهاجر بدينه عنهم وعن معبوداتهم، حين لم يقبلوا نصحه، وأعلن أيضا أنه يعبد ربه وحده لا شريك له، ويجتنب عبادة غيره، وقوله: {وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي تعبدون. وأضاف قائلا: {عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا} أي لعلني لا أشقى بدعاء ربي، وفيه تعريض بشقاوتهم في دعاء آلهتهم وعبادتها. وقوله: (عسى) على سبيل التواضع وهو ترجّ، في ضمنه خوف شديد.
ثم أخبر الله تعالى نبيه محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم عما عوّض به إبراهيم عليه السلام لمّا رحل عن بلد أبيه وبلد قومه، ومضمون الخبر: لما اعتزل إبراهيم الخليل أباه وقومه، وترك أرضه ووطنه، وهجر موطن عبادة غير الله، وهاجر في سبيل الله من أرض نينوى بالموصل إلى أرض بيت المقدس، حيث يقدر على إظهار دينه، لما قام بهذه الهجرة أبدله الله خيرا من قومه، ووهب له ابنه إسحاق، وحفيده يعقوب بن إسحاق، وجعل الله كل واحد من إسحاق ويعقوب نبيا أقر الله بهما عينيه، فكل الأنبياء من سلالتهما، وكل الأديان تحترم إبراهيم وتحبه، وتحب إسحاق ويعقوب.
لذا أخبر الله تعالى عن مزيد فضله لآل إبراهيم، فقال: وأعطيناهم من فضلنا ورحمتنا النبوة والمال والعلم والمنزلة، والشرف في الدنيا والنعيم في الآخرة، كل ذلك من رحمة الله، وجعلنا لهم لسان صدق عليا، أي حققنا لهم الثناء الباقي عليهم آخر الأبد، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. وذلك إجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام الذي قال: {وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (84)} [الشعراء: 26/ 84]. وإنما قال: (عليا) لأن جميع الملل والأديان والأمم والشعوب يثنون عليهم، ويمدحونهم، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وبما أن العرب من سلالة إبراهيم عليه السلام، وتدعي أنها على دين إبراهيم، ذكر الله تعالى لهم قصته، ليعتبروا ويتعظوا.
والتاريخ حافل بآثار إبراهيم وآل إبراهيم في الدعوة إلى توحيد الله وعبادته وتعظيمه، وفي حمل الناس على مكارم الأخلاق، وفضائل الأعمال. وعلى الرغم من مجابهة الأقوام لإبراهيم، فإن الله تعالى نفعه وعوّضه أولادا أنبياء، وذلك من أعظم النعم في الدنيا والآخرة.
خصائص موسى وإسماعيل عليهما السلام:
الأنبياء والرسل الكرام: هم الصفوة العليا المختارة من البشر، ليكونوا قدوة حسنة طيبة للناس في العقيدة والعبادة والأخلاق والسلوك والسمعة، وهذه القدوة لها تأثيرها البالغ في ترغيب الناس بدعوتهم، والانضمام تحت رايتهم، وقد ذكر الله تعالى صفات بعض الأنبياء في سورة مريم بنحو موجز، وهم موسى وهارون وإسماعيل وإدريس عليهم السلام، ثم أبان ما تميزوا به من نعمة الله عليهم، وهذه آيات كريمة توضح لنا الصفة البارزة لموسى وهارون وإسماعيل عليهم السلام، فقال الله تعالى:

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7